كلمة الاستاذ ابراهيم منير الافتتاحية لمنتدى الوحدة الاسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم851309736Ebrahem-10

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين

السادة العلماء والضيوف الكرام

الإخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومرحبا بكم جميعا في مؤتمرنا التاسع الذي قصدنا به ومثل ما سبقه من مؤتمرات التأكيد على أسس الاتفاق والوحدة بين الأمة الإسلامية وبينها وبين رسالة وأتباع رسول الله وكلمته عيسى بن مريم البتول عليه وعلى رسل الله جميعا السلام، لنقف بعد هذه المسيرة وقفة مراجعة ونظر فيما نواجهه وتواجهه الأمة والإنسانية كلها من أزمات نحاول بجهد بشري محدود أن نجد لها حلولا رغم أن بعضها قديم قدم التاريخ نفسه أو قدم أحداث دامية ما زالت سخونتها تلفح ظهور الناس ولا تدور بين الحق والباطل بل تدور في أغلبها بين المفضول والأفضل أو بسبب اختلاف في بعض فروع الدين البعيدة عن صحيح العقيدة .. إضافة إلى عوامل التدافع السياسي داخل إطار الأمة الواحدة أو داخل إطار المذهب الواحد .. ثم لنجد أننا مع كل البشر أمام ما يمكن أن يوصف بأنه دين جديد بمعنى تجديد الهوية والسلوك الإنساني وأهدافه تحت لافتة كبيرة هي (العولمة) التي يتم الآن فرضها على البشر جميعا دون ترك مجال لفرد ولا حتى لدولة للاختيار أو القبول أو الرفض وبما أصبح الإذعان لها هو فعل قهري يفرض على الجميع نماذج واحدة في الحياة وهدفها وفي السلوك المقبول أو المسموح به وهل هو متوافق مع الفروض الجديدة أو مخالف لها .. وفي الولاء وهل هو بعيد أو مخالف لما هو مغروس في فطرة البشر من قيم الدين والهوية وحق المواطنة وثوابتها التي أعطت للإنسانية قيمها منذ بدء الخليقة ويدفعونها الآن للدين الجديد دفعا إلى مجهول باطنه فيه من خداع الجديد أو التجديد ما يغطي على بلاء ثقافات وتعاليمه ويسوق البشر سوقا نحو كوارث وبلايا ترعاها المنظومة الكونية الجديدة لهذه العولمة التي أصبحت فوق الدول والجنسيات والأديان والطوائف بما تسيطر عليه من اقتصاد كوني واحتكار لعلوم وصناعات استراتيجية وإعلام يتسلل إلى نفوس وعقول الصغار والكبار بقيم ورسائل مُوَجَّهة ومُوَجِّهة ووسائل التواصل الاجتماعي النشطة والمدعومة التي تتحكم في نوافذ المعرفة وإعطاء العناوين وترسيخها لكل حدث يجري على الأرض بما يتوافق مع الأيديولوجيات الجديدة، ولا نتحدث عن مسارات العمل السياسي وتمكن المنظومة الكونية الجديدة في إنهاء دول وأقطار وإقامة غيرها بتغيير الحدود وحتى إعادة تركيب شعوب القطر الواحد بما يزلزل معنى الهوية ويوقد حروبا بين من كانوا في صف واحد وتحت نظام واحد ويفرض صورا جديدة للمواطنة وولاءاتها التي أصبحت ثنائيتها حقيقة قائمة في نفوس الملايين من البشر بعد الهجرات والانتقالات.

السادة العلماء

الإخوة والأخوات الكرام

إخوانكم في منتدى الوحدة الإسلامية لم يكن من بين أهدافهم مواجهة هذه العولمة فلا طاقة ولا تخصص ولسنا في وارد مغالبة نواميس الكون الغلابة، وإنما كان الهدف الرئيس هو إحياء عوامل الوحدة والتذكير الدائم بأسسها الشرعية والإنسانية، ولضمان سلوك الإنسان وفق المعايير الصحيحة التي لا تتعارض مع أي قيم حقيقية.

والآن وبعد المسيرة السابقة التي مضت ومع الاعتراف والتقدير لجميع ما تواجهه البشرية .. وما تواجهه شعوبنا من تأثيرات نفسية وحتى معرفية فإن الأمر يحتاج إلى رؤية جديدة في العمل بمشاركة كل طاقة فاعلة مخلصة لرسالات السماء ولقيمها في الحفاظ على معنى إنسانية الإنسان وحريته في اختياراته دون ترهيب أو تضليل لتحقيق العدل بين البشر واحترام التنوع والاختلاف والارتفاع بضوابطه والتسامي في الحوار وفي العلاقة بين الفرد وأخيه وبين الفرد ومجتمعه.

ويشرفنا في هذا اللقاء هذه المشاركة الطيبة لتناول محاوره التي اجتهدنا فيها واثقين بأن العمل المخلص المتجرد في سبيل بلاغ الحقيقة مهما كان حجمه لن يكون أبدا – بإذن الله – حرثا في البحر، ومسيرة هذا العمل الذي لن يستطيعه جيل بمفرده القيام به بل بأجيال متتابعة لأن هذه المسيرة لن تكون ألف ميل بل آلاف الأميال نرجو أن نكون جميعا أول خطوة فيها في إطار رسالة السماء التي جاءت في القرآن الكريم في سورة البقرة (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).

جزاكم الله كل خير ووفقنا جميعا لما فيه الخير لأمتنا وشعوبنا وما نأمله من نجاح وتسديد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة