البيان الختامي المؤتمر الثاني عشر – منتدى الوحدة الاسلامية

  للمرة الثانية عشرة عقد منتدى الوحدة الاسلامية مؤتمره في العاصمة البريطانية تحت عنوان: العقل المسلم ودورة في بناء انسانية راشدة” بهدف توجيه الجهود لتطوير اداء المسلمين خصوصا العلماء والمفكرين في مجال العقل واعادة دوره في الحياة الفكرية والعامة.

تداول للحديث على المنصة المتحدثون الذين قدموا من بلدان عربية واسلامية عديدة: الجزائر ومصر والاردن ولبنان والعراق والبحرين وسواها. كما كان هناك مشاركون من روسيا في مقدمتهم الشيخ نفيع الله عشيروف، المفتى العام والرئيس للإدارة الدينية المركزية لمسلمى القسم الأسيوى من روسيا الاتحادية. تركزت البحوث التي طرحت في جلسات المؤتمر تحت عناوين خمسة: مكانة العقل في الاسلام، أسس صياغة العقل المسلم، صيانة الاسلام للعقل، الوظيفة الكونية والحضارية للعقل في الاسلام، اسهامات العقل المسلم في الحضارة الانسانية.

وخصصت الجلسة الاخيرة لطرح قضية فلسطين خصوصا في ضوء تطوراتها الاقليمية والدولية تحت عنوان: “القدس وصفقة القرن والموقف المطلوب”.

وأبدى الحاضرون متحدثين ومشاركين امتعاضا ورفضا واضحا لما يسمى بصفقة القرن ومن  سعي بعض الأنظمة والحكام لتمريرها مما يحمل معه خطر تصفية القضية المركزية للأمة وتيسير تطبيق مشاريع إنهائها عبر مسميات عدة على رأسها صفقة القرن .

وفي نهاية المداولات انتهى المؤتمر إلى التوصيات التالية :

اولا: كرم الله العقل وجعله مائزا للانسان من بين بقية المخلوقات، واكد القرآن على ضرورة التعقل والتفكر والتدبر، واعتبر الايمان الصحيح هو المؤسس على العقل، واعتبر أحد مصادر التشريع الاسلامي وادواته. وجاء المؤتمر ليؤكد هذه الاهمية ويوجه المسلمين الى ضرورة إعماله في الحياة العامة.

ثانيا: ان تجميد العقل ودوره في الحياة العامة والخطط والسياسات التي تخص المسلمين اشكال كبير ادى لنشوء ثقافات سطحية بعيدة عن روح الوحي وتعليمات السماء، واكثر ارتباطا بالثقافة المادية.

ثالثا: ان دور العقل ضرورة لانهاض الامة واستعادة الحضارة الاسلامية ولكي تستعيد امة المسلمين موقعها اللائق بها كأمة وسط كما وصفها القرآن الكريم، فمن الضروري منح العقل دوره في فهم الدين والفقه والشرع وبناء الدولة والحضارة والثقافة.

رابعا: لا يمكن فصل دور العقل في العلوم الطبيعية والتجريبية عن دوره في التقعيد الديني بما في ذلك الفكر والفقه وما يرتبط بهما من فلسفة ومنطق وقيم. ولكي تتحقق صحوة دينية حقيقية مشفوعة بنهضة علمية وحضارية فان ترويج الثقافة العقلية عامل اساس لتحقيق ذلك.

خامسا: لاحظ المشاركون الدعوات التي تصف الاسلام واهله بالبعد عن العقل والمنطق، واستغربوا من تصريحات رموز دينية كبيرة من غير المسلمين، وقارنوا بين دور العقل في تاريخ الاسلام وغيره من الاديان، وتمنوا ان يعيد هؤلاء قراءة تاريخ الاسلام والمسيحية لاستجلاء حقائق التاريخ وموقع العقل في الفضاء الاسلامي.

سادسا: اهاب المشاركون بالمؤسسات العلمية والمرجعيات والجامعات الاسلامية بتفعيل المنهج العقلي في مجالات العقيدة والفكر ووضع خطط النهضة وتنشيط الوعي، خصوصا في اوساط الاجيال الجديدة لتجنيبها ضحالة التفكير المؤدي لضعف العقيدة ومشاعر الانتماء.

سابعا: توقف المشاركون في المؤتمر الثاني عشر لمؤتمر الوحدة الاسلامية عند قضايا اسلامية عديدة، ومن بينها ما يتعرض له دعاة الاسلام من اضطهاد وقمع وتهميش بهدف تمرير خطط تهدد مصالح الامة وسيادتها وتحرير اراضيها.

ثامنا: عبر الحضور جميعا عن رفضهم تصفية القضية الفلسطينية تلك القضية المركزية في العالم الاسلامي، سواء عبر سياسات الاحتلال أو بفرض مؤامرة صفقة القرن والتي يتم استهلالها بما يسمى “الورشة الاقتصادية” في البحرين تحت شعار “الازدهار من اجل السلام” في اشارة لتوفير بعض الاموال النفطية لاسكات الاصوات الفلسطينية المطالبة بتحرير الارض واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على ارض المعراج. ويطالب المنتدى جماهير الامة بالخروج في مظاهرات رافضة للصفقة عقب صلاة الجمعة في 28 يونيو.

ثامنا: عبر المشاركون عن تضامنهم مع الشعوب العربية والاسلامية الباحثة عن الحرية والاستقلال واقامة حكم القانون واحترام حقوق الانسان، وترحموا على شهداء الامة الذين سقطوا في ميادين الكرامة. وترحم المشاركون على الرئيس المصري المنتخب، الدكتور محمد مرسي الذي توفي بعد ادائه شهادة تاريخية امام المحكمة، بعد ستة اعوام من السجن والاضطهاد.

تاسعا: تضرع الحاضرون الى الله ان يجنب المنطقة شرور الفتن والحروب الداخلية المنتشرة في عدد من اقطارنا العربية، وأدانوا العدوان الاسرائيلي المتواصل على اهل فلسطين والحرب التي تهدد امريكا باشعالها ضد ايران. وتمنوا قيام مبادرات جادة لمنع اشتعال الحرب مجددا في المنطقة وتجنيب ابنائها شرورها.

                                                                             منتدى الوحدة الاسلامية

لندن – 23 يونيو 2019

 

مقالات ذات صلة