لندن- بيروت نيوز عربية
دعا مؤتمر منتدى الوحدة الاسلامية المنعقد في لندن الىتوحيد الامة مباركا اي مسعى في هذا الشأن.مشددا على ابراز مفعوم الرحمة في العلاقات الشخصية والعامة. داعيا تلى ضرورة انهاض الامة. وجاء في نص البيان الختامي :
قال الله تعالى: {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احداً الا الله وكفى بالله حسيبا}
على مدى ثلاثة أيام انتظم ثلة من علماء المسلمين ومفكريهم ونشطائهم في المؤتمر الحادي عشر الذي دعا اليه منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا، وتداولوا قضايا عديدة في إطار عنوان المؤتمر: (الإسلام يقود الحياة).
عقد المؤتمر بفندق هوليداي إن بالعاصمة البريطانية. وقد افتتح الجمعة 20 يوليو بحضور عدد من الضيوف من خارج بريطانيا وداخلها، ومشاركة بعضهم بكلمات مختصرة حول ضرورة استمرار الحوار بين أبناء الإسلام على تعدد مذاهبهم ومناهجهم الفكرية، والاشادة باي جهد يسعى للم شمل هذه الأمة التي سعى أعداؤها لتفريقها بهدف الإمعان في الهيمنة عليها واضعافها عن الدفاع عن هويتها او السعي لتحرير أراضيها المحتلة خصوصا أرض المعراج التي مر سبعون عاما على احتلالها.
جاء المشاركون من بلدان عديدة من بينها مصر، لبنان، العراق، اليمن، البحرين، تركيا، روسيا، الصومال والمغرب وغيرها.
اشتمل برنامج المؤتمر على ست جلسات تحت عناوين شتى منها:
– الإسـلام … رحمة الله للعالمين.
ـ النظرة الإنسانية في التشريعات الإسلامية.
ـ التشريعات الإسلامية وتحقيق السعادة البشرية.
ـ التشريعات الإسلامية توفر الحلول لمشاكل النظم الوضعية.
ـ القيم الإنسانية والحضارية في الإسلام.
ـ القضية الفلسطينية في ضمير الأمة.
وقد طرحت توصيات عديدة منها ما يلي:
أولا: إن عنوان المؤتمر: الإسلام يقود الحياة فتح مجالا واسعا للنقاش حول دور الإسلام في الحياة العامة، ومن الضرورة بمكان الاستمرار في هذا النقاش وتوسيعه. وبعد هذه المرحلة من انطلاق الصحوة الإسلامية المعاصرة أصبحت هناك حاجة للعودة الى القيم والمباديء التي انطلقت منها.
ثانيا: لاحظ المؤتمرون عمق مفهوم الرحمة في المشروع الإسلامي، فأكدوا ضرورة ابرازه عمليا على كافة الصعد: العلاقات الشخصية، مع الآخرين مع غير المسلمين، وفي السعي للتاثير على الصور النمطية الناجمة عن الممارسات الخاطئة التي ربطت الإسلام بأشكال منفرة من العنف والإسلام بريء منها.
ثالثا: أكد المشاركون ضرورة إظهار مفهوم “الرحمة” في العلاقات في ما بين الحركات والجماعات الإسلامية، لتتأسس علاقاتهم على القاعدة المتداولة: لنتعاون في ما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه. فلا جدوى لمفاهيم الإسلام اذا لم تمارس وتروج، الأقربين والأبعدين، فتلك الممارسة تؤكد استيعاب مقاصد الشريعة السمحاء.
رابعا: دعا المشاركون لطرح قيم الإسلام وتعليمات القرآن كمشروع لاحلال السلام العالمي، ورفض أية محاولة لترويج صورة نمطية بأنه يروج العنف أو التعالي أو رفض الآخر. فالعالم يعاني من غياب الأمن والسلم، وسبب ذلك ليس الإسلام، بل القوى الساعية لبسط هيمنتها على العالم وتستغل إعلامها الواسع لترويج الصور النمطية السلبية حول الإسلام لمنع تأثيره على الجماهير المسلمة وغيرها.
خامسا: إن الإسلام له معنيان: فهو من الناحية الاصطلاحية، الدين الذي يتعبد به المسلمون، ومن الناحية الحقيقية والقرآنية يمثل جوهر الرسالات السماوية التي تدعو لتوحيد الله وتؤكد وحدة النوع الإنساني وكرامة الإنسان، بما هو إنسان خلقه الله وإكرمه “ولقد كرمنا بني آدم”. مطلوب بذل جهود واسعة لتشجيع العالم على استيعاب وحدة الأديان السماوية، وإنها تدعو لقيم واحدة هدفها إيصال البشر الى الكمال والسلام.
سادسا: برغم الهجمة الشرسة على الإسلام، فقد أصبح من الضرورة بمكان بث فكرة الدين العملي وواقعية قيمه ومبادئه. فالدين ليس حالة رهبانية تمارس في أماكن العبادة على اختلاف تسمياتها، بل إنه روح تسري في الإنسان والمجتمع وتؤطر حياة الإنسان بهدف ايصاله الى حالة الكمال والرضا الداخلي.
سابعا: ربط الإسلام بالحرية مسألة أساسية ومحورية. فالارتباط بالله يمثل استجابة لأمره سبحانه برفض الاستعباد للبشر الآخرين أيا كان موقعهم، كما أنه تعاهد للقطيعة مع الشيطان وثقافته ونظمه. ويهدف ذلك لمنع تجميد الإسلام في زوايا العبادة والرهبنة المنفصلة عن واقع البشر. الحرية والكرامة أبرز عناوين الإسلام وأهدافه. وهي إحدى رسائل المؤتمر.
ثامنا: لاحظ المؤتمرون الهجمة الشرسة على الإسلام في السنوات الأخيرة، وتكثف الحملات الإعلامية والسياسية لاستهداف علمائه ودعاته ومن ينشط باسمه أو يعمل من أجل تحكيمه. فما السجون المكتظة بنزلائها في عدد من بلدان المسلمين والتنكيل بدعاة الإسلام الا أحد مؤشرات ذلك. وبرغم التراجعات السياسية والهيمنة الاستكبارية، يؤكد المؤتمرون ضرورة تعبئة مشاعر الأمة من أجل الخير والأمن والسلم والاستقرار واعمار الارض، كل ذلك وفق قواعد الإسلام والأخلاق بما ينسجم مع متطلبات الإنسانية.
تاسعا: تطرق المشاركون لضرورة إعادة إنهاض الأمة خصوصا النشىء الجديد الذي يتعرض لمحاولات حثيثة تهدف لتغريبه وإبعاده عن دينه. إن بث الثقافة القرآنية ضرورة لبناء الجيل القادر على حمل الرسالة وأداء مهمات الدعوة، والمساهمة في ترويج الفكر الوسطي المعتدل. كما دعوا لإبراز نماذج ناجحة من الأداء الإسلامي سواء على مستوى التعامل الفردي أم في الإطار المجتمعي أم على مستوى الدولة والحكم. فبدون المثال الناجح ستظل قيم الإسلام في نظر الآخرين غير مناسبة لإدارة الدولة الحديثة.
عاشرا: تطرق المشاركون إلى قضية فلسطين، معربين عن تضامنهم مع شعبها المحاصر والمحروم من الغذاء والعلاج. ودعوا المجتمع الدولي للتخلي عن ظاهرة النفاق وازدواجية المعايير بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل انهاء الإحتلال الإسرائيلي والعيش كبقية الشعوب بحرية وكرامة. كما دعوا لحل المشاكل والخلافات المتفاقمة في عالمنا العربي بروح الأخوة والتسامح والحفاظ على مصالح الأمة.
حادي عشر: دعا المشاركون لرفض الاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة خصوصا الحروب بين دولها، ونبذ الغلو والتطرف والتكفير، مؤكدين احترام الإجتهادات المتعددة ضمن دائرة الإسلام، أما الاختلافات المذهبية فظاهرة طبيعية وعامل إثراء للفكر وتطوير التعاطي مع مستجدات الحياة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منتدى الوحدة الإسلامية
لندن 22 يوليو 2018