21-23 يوليو 2017 – لندن
على مدى يومين (22 -23 يوليو 2017) عقد منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا مؤتمره العاشر تحت شعار “الاسلام وحملات التشويه” لمناقشة ما يتعرض له دين الله من محاولات دؤوبة للتشويش على رسالته السمحة وانسانيته المتميزة. وقد عقدت جلسته الافتتاحية مساء الجمعة 21 يوليو التي تداول على منبرها العديد من المشاركين لتشجيع مبادرات العمل المشترك بين المسلمين كأمة واحدة اختارها الله لتبليغ رسالته للبشرية كافة، والتأكيد على ضرورة التصدي للظواهر السلبية التي ألصقت بالدين من بعض ابنائه والكثير من اعدائه. وشارك العديد من العلماء والمفكرين من بلدان عديدة في النقاش الثري الهادف لطرح تصورات حول ما يمكن عمله للحفاظ على قداسة الدين في النفوس وازالة الحواجز التي تحول دون استفادة الناس كافة من توجيهات السماء. تطرقت محاور المؤتمر للتحديات والتهديدات التي تهدد الوجود الاسلامي في الغرب، وعبرت عن تجارب ثرية في ميدان التفاعل الحضاري والتعاون الثقافي بين المسلمين وسواهم من شركاء الوطن الغربي. ولم تخل المناقشات من سخونة وتوتر في بعض الحالات، نظرا لما تنطوي عليه مواقف الفرقاء من اختلاف خصوصا ازاء بعض القضايا الساخنة التي تعصف بالامة. مع ذلك كان الجميع ينطلق من رغبة حقيقية في استشراف مستقبل العمل الاسلامي المشترك بعد ان تهدأ العواصف المفتعلة وتستقر رمال السياسة العربية المتحركة. كانت المناقشات تعبيرا عن عمق شعور المشاركين باوضاعهم غير المتوازنة ازاء الدول الكبرى ذات الاثر على المنطقة العربية. كان هناك تعدد مذهبي واضح، اضفى على المؤتمر قيمة معنوية نادرة، وعمق الشعور بتفاؤل المشاركين حول مستقبل العمل الاسلامي المشترك خصوصا في فضاءات الحرية وحقوق الانسان والانتماءات الفكرية والايديولوجية.
وفي نهاية المؤتمر اصدر المشاركون التوصيات التالية:
اولا: الاستمرار في عقد هذا المؤتمر سنويا بالاضافة لندوات اقليمية اضافية لتشجيع التواصل بين ابناء الامة وإزالة الحواجز والشكوك والصعوبات الناجمة عن القطيعة
ثانيا: أجمع المجتمعون على ضرورة ترويج مباديء الاسلام الثابتة، ومنها احترام العقل والدعوة الى التفكر وتعميق الابعاد الروحية للدين، والتحلي بالرحمة التي كتبها الله على نفسه (كتب ربكم على نفسه الرحمة).
ثالثا: ان التصدي لحملات تشويه الاسلام تقتضي توحد المسلمين وتعاونهم وتطوير الحوار في ما بينهم، ولا يمكن لامة متصدعة من داخلها ان تذود عن نفسها
رابعا: ان الارشاد والتنوير والنقد الهادف البناء وسائل مهمة لتحسين صورة الاسلام والمسلمين ودحض دعاوى المغرضين. وهذه مسؤولية الجميع خصوصا العلماء والمفكرين والنشطاء.
خامسا: ان غياب الحرية عن بلدان المسلمين من عوامل انتشار التطرف والارهاب. فالاحتقان السياسي الناجم عن الاستبداد ومصادرة الحريات والتعدي على كرامة الانسان، عوامل تدفع الافراد نحو التطرف في التفكير والخروج على المألوف. وحين يفقد الانسان قيمته نتيجة اضطهاد الانظمة، يتساوى لديه الموت والحياة، فيصبح تجنيده للارهاب ميسورا.
سادسا: ان حملات تشويه الاسلام ظاهرة جديدة – قديمة، لا تنفك عن سياسات الدول الغربية تجاه المسلمين وخشية بعض المؤسسات الدينية الغربية من انتشار الاسلام بالمعدلات التي تطرحها وسائل الاعلام. ومواجهتها تستدعي حضورا واسعا في وسائل الاعلام، بالاضافة لمد جسور التواصل مع المؤسسات الدينية بهدف التعاون وتخفيف المخاوف وتعميق الثقة وترويج الروحانية.
سابعا: الاسلاموفوبيا ظاهرة اخرى توازي تشويه الاسلام. ويهدف من يمارسها بث الرعب من التمدد الديني وتضخيم المعدلات المتوقعة لازدياد اعداد المسلمين في الغرب. ومواجهة الظاهرة تقتضي الحضور الحقيقي للمسلمين في الحياة العامة والتخلي عن عقلية “الغيتو” والاستضعاف واستبدال ذلك بالشعور العميق بالمواطنة والسعي لضمان مزاياها.
ثامنا: اقامة التحالفات مع مؤسسات المجتمع المدني وبناء الجسور مع وسائل الاعلام والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، لكسب تعاطف حقيقي من تلك الاوساط. فمع الاقرار بوجود خطط لاحتواء الاسلام والحد من توسعه، الا ان التعاون مع الجهات المجتمعية الفاعلة من شأنها اعادة تموضع المسلمين الى عمق الوجود الغربي.
تاسعا: توقف المشاركون عند التطورات الاخيرة في المنطقة ولاحظوا توجها عاما نحو حلحلة ملفات التطرف والطائفية. وأهابوا بعلماء المسلمين ممارسة دور اكبر في لم الشمل وتعميق الوعي الشعبي بالاولويات. ودعوا لتهدئة محاور التماس الملتهبة في العراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين.
عاشرا: اهتم المؤتمر بقضية فلسطين التي يتم تهميشها بشكل ممنهج لابعادها عن دائرة الاهتمام الشعبي. وتطرقوا للتطورات الاخيرة التي تؤكد إصرار قوات الاحتلال الاسرائيلية على مصادرة المسجد الاقصى كمقدمة لهدمه استكمالا للمشروع الصهيوني. ودعوا الحكومات والشعوب العربية والاسلامية للتحرك العاجل لمنع ذلك، مع الدعوة لرفع الحصار عن اهل غزة، ودعم الشعب الفلسطيني بشكل عملي في نضاله لتحرير ارضه.
حادي عشر: في عصر التكتولوجيا والمعلومات، يجدر بشباب الامة الاستفادة من ذلك في تعميق قيم التواصل والاخوة والتبادل الثقافي والتمازج الديني، لرفع مستوى الوعي وقطع الطريق على مريدي الفتنة والهادفين لتمزيق الامة.
ثاني عشر: تمنى المؤتمرون استمرار اللقاءات: مؤتمرات وندوات ومحاضرات، لتمتين اواصر الاخوة بين ابناء الامة، وافشال مخططات تمزيق البلدان المسلمة، والتصدي للحملات المعادية للاسلام. كما وجهت دعوة للمشاركين للتواصل مع ادارة المنتدى بشكل منتظم حول القضايا المتجددة والاقتراحات.
منتدى الوحدة الاسلامية
23 يوليو 2017