البيان الختامي للمؤتمر الحادي عشر لمنتدى الوحدة الاسلامية

البيان الختامي للمؤتمر الحادي عشر لمنتدى الوحدة الاسلامية

لندن 20 -22 يوليو 2018

 

الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون احد الا الله وكفى بالله حسيبا

 

على مدى ثلاثة ايام انتظم ثلة من علماء المسلمين ومفكريهم ونشطائهم في المؤتمر الحادي عشر الذي دعا اليه منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا، وتداولوا قضايا عديدة في اطار عنوان المؤتمر: الاسلام يقود الحياة. عقد المؤتمر بفندق هوليداي ان بالعاصمة البريطانية. وقد افتتح الجمعة 20 يوليو بحضور عدد من الضيوف من خارج بريطانيا وداخلها، ومشاركة بعضهم بكلمات مختصرة حول ضرورة استمرار الحوار بين ابناء الاسلام على تعدد مذاهبهم ومناهجهم الفكرية، والاشادة باي جهد يسعى للم شمل هذه الامة التي سعى اعداؤها لتفريقها بهدف الامعان في الهيمنة عليها واضعافها عن الدفاع عن هويتها او السعي لتحرير اراضيها المحتلة خصوصا ارض المعراج التي مر سبعون عاما على احتلالها. جاء المشاركون من بلدان عديدة من بينها  مصر، لبنان، العراق، اليمن، البحرين، تركيا، الصومال والمغرب وغيرها.

اشتمل برنامج المؤتمر على ست جلسات تحت عناوين شتى منها: رسالة الدين وسمتقبل البشرية،القيم الانسانية والحضارية في الاسلام، وفلسطين في ضمير الامة.

 

وقد طرحت توصيات عديدة منها ما يلي:

اولا: ان عنوان المؤتمر: الاسلام يقود الحياة فتح مجالا واسعا للسجال حول دور الاسلام في الحياة العامة، ومن الضرورة بمكان الاستمرار في هذا السجال وتوسيعه. وبعد هذه المرحلة من انطلاق الصحوة الاسلامية المعاصرة اصبحت هناك حاجة للعودة الى القيم والمباديء التي انطلقت منها.

ثانيا: لاحظ المؤتمرون عمق مفهوم الرحمة في المشروع الاسلامي، فاكدوا ضرورة ابرازه عمليا على كافة الصعدان: العلاقات الشخصية، مع الآخرين مع غير المسلمين، وفي السعي للتاثير على الصور النمطية الناجمة عن الممارسات الخاطئة التي ربطت الاسلام باشكال مقززة من العنف والاسلام بريء منها.

ثالثا: اكد المشاركون ضرورة اظهار مفهوم “الرحمة” في العلاقات في ما بين الحركات والجماعات الاسلامية، لتتأسس علاقاتهم على القاعدة  المتداولة: لنتعاون في ما  اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه. فلا جدوى لمفاهيم الاسلام اذا لم تمارس وتروج، الاقربين والابعدين، فتلك الممارسة تؤكد استيعاب مقاصد الشريعة السمحاء.

رابعا: دعا المشاركون لطرح قيم الاسلام وتعليمات القرآن كمشروع لاحلال السلام العالمي، ورفض اية محاولة لترويج صورة نمطية بانه يروج العنف او التعالي او رفض الآخر. فالعالم يعاني من غياب الامن والسلم، وسبب ذلك ليس الاسلام، بل القوى الساعية لبسط هيمنتها على العالم وتستغل اعلامها الواسع لترويج الصور النمطية السلبية حول الاسلام لمنع تأثيره على  الجماهير المسلمة وغيرها.

خامسا: ان الاسلام له معنيان: فهو من الناحية الاصطلاحية، الدين الذي يتعبد به المسلمون، ومن الناحية الحقيقية والقرآنية يمثل جوهرالرسالات السماوية التي تدعو لتوحيد الله وتؤكد وحدة النوع الانساني وكرامة الانسان، بما هو انسان خلقه الله واكرمه “ولقد كرمنا بني آدم”. مطلوب بذل جهود واسعة لتشجيع العالم على استيعاب وحدة الاديان السماوية، وانها تدعو لقيم واحدة هدفها ايصال البشر الى الكمال والسلام.

سادسا: برغم الهجمة الشرسة على الاسلام، فقد اصبح من الضرورة بمكان بث فكرة الدين العملي وواقعية قيمه ومبادئه. فالدين ليس حالة رهبانية تمارس في امكان العبادة على اختلاف تسمياتها، بل انه روح تسري في الانسان والمجتمع وتؤطر حياة الانسان بهدف ايصاله الى حالة الكمال والرضا الداخلي.

سابعا: ربط الاسلام بالحرية مسألة اساسية ومحورية. فالارتباط بالله يمثل تعاقدا معه على رفض الاستعباد للبشر الآخرين ايا كان موقعهم، كما انه تعاهد للقطيعة مع الشيطان وثقافته ونظمه. ويهدف ذلك لمنع تجميد الاسلام في زوايا العبادة والرهبنة المنفصلة عن واقع البشر. الحرية والكرامة أبرز عناوين الاسلام واهدافه. وهي احدى رسائل المؤتمر.

ثامنا: لاحظ المؤتمرون الهجمة الشرسة على الاسلام في السنوات الاخيرة،وتكثف الحملات الاعلامية والسياسية لاستهداف علمائه ودعاته ومن ينشط باسمه اويعمل من اجل تحكيمه. فما السجون المكتظة بنزلائها في عدد من بلدان المسلمين والتنكيل بدعاة الاسلام الى احد مؤشرات ذلك. وبرغم التراجعات السياسية والهيمنة الاستكبارية، يؤكد المؤتمرون ضرورة تعبئة مشاعر الامة من اجل الخير والامن والسلم والاستقرار واعمار الارض،كل ذلك وفق قواعد الاسلام والاخلاق بما ينسجم مع متطلبات الانسانية.

 تاسعا: تطرق المشاركون لضرورة اعادة انهاض الامة خصوصا النشء الجديد الذي يتعرض لمحاولات حثيثة تهدف لتغريبه وابعاده عن دينه. ان بث الثقافة القرآنية ضرورة لبناء الجيل القادر على حمل الرسالة واداء مهمات الدعوة، والمساهمة في ترويج الفكر الوسطي المعتدل. كما دعوا لابراز نماذج ناجحة من الاداء الاسلامي سواء على مستوى التعامل الفردي ام في الاطار المجتمعي ام على مستوى الدولة والحكم. فبدون المثال الناجح ستظل قيم الاسلام في نظر الآخرين غير مناسبة لادارة الدولة الحديثة.

عاشرا: تطرق المشاركون الى قضية فلسطين، معربين عن تضامنهم مع شعبها المحاصر والمحروم من الغذاء والعلاج. ودعوا المجتمع الدولي للتخلي عن ظاهرة النفاق وازدواجية المعايير بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي والعيش كبقية الشعوب بحرية وكرامة. كما دعوا لحل المشاكل والخلافات المتفاقمة في عالمنا العربي بروح الاخوة والتسامح والحفاظ على مصالح الامة.

حادي عشر: دعا المشاركون لرفض الاقتتال الداخلي بين ابناء الامة خصوصا الحروب بين دولها، ونبذ الغلو والتطرف والتكفير، مؤكدين احترام الاجتهادات المتعددة ضمن دائرة الاسلام، اما الاختلافات المذهبية فظاهرة طبيعية وعامل اثراء للفكر وتطوير التعاطي مع مستجدات الحياة.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 

منتدى الوحدة الاسلامية

لندن 22 يوليو 2018

 

مقالات ذات صلة