الدكتور جمال بدوي
الشيخ عبد العزيز باقر
الدكتور جمال بدوي
ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم، الذي احسن كل شيء خلقه
ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع
في هذه الآية الكريمة نجد المكونات الثلاثة للبشر: الجسد والفهم (العقل) والنفخة الالهية الروحية
لست هذه المرة الوحيدة التي تكر فيها النفخة “واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين، فاذا سويته
السجود للبشر بسبب هذه النفخة
لعل في هذا اشارة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها
اذا كانت هذه الفطرة قاسما مشتركا بين الناس فان ذلك يقتضي ان يكون جوهر الرسالات السماوية واحدا “ولقد ارسلنا في كل امة رسولا ان …
في هذه الكلمات المتواضعة احاوةل التعرف على الاسس والقيم الاساسية التي احسب انها تجمع الديانات السماوية من وجهة نظر قرآنية
وهنااك قاسم مشترك بين الرسالات السماوية وغيرها
اول اسس الاشتراك في الايمان العقدي وحدانية ا لرسالات ومسؤولية الانسان وحرية الاختيار
نقرأ| في كتبا الله: كذبت قوم نوح المرسلين
رسالة الانبياء واحدة ومن الابلغ ان تكذيب نبي هو تكذيب لكل الانبياء
نكتفي بست قيم اساسية
اولا: ان رسالة الانبياء هي رسالة سلام وليس عنف او تناحر، الجنة دار السلام، والتحية سلام (سلام عليكم طبتم)، (تحيتهم فيها سلام)
امر الله النبي بالصفح عن الآخرين “فاصفح عنهم وقل سلام”
واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
الثانية: احترام قدسية الروح البشرية
من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس
ولذلك نجد هذا مكررا في سورة الاسراء “ولا تقلوا النفس الا بالحق
الثالثة: احترام النفس البشرية “ولقد كرمنا بني آدم”
ومن ذلك عدم اكراه انسان على دخول دين او الخروج منه “قد تبين الرشد من الغي
هنا أية من سورة الكهف اعطى الانسان الحق في الايمان او الكفر
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر
الرابعة: العدل وترجمتها صعب
البعض يقول justice
بينما في العربية تعني التوازن في الخلق والكون
المعنى اشمل من اقتضاء الحقوق
العدل مرتبط بالوسطية “وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس
العدل ليست امورا تحسينية ويرد في كتاب الله “ان الله يامر بالعدل
بل انه يوجه رسوله “وامرت لاعدل بينكم
ويصف المؤمنين باوصاف مهمة
يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله
هنا ك امر بالعدل مع الكاره او المكروه
يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط
ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا
الخامسة:
قبول التعددية كقانون الهي في الكون
ومن الجبال جدد بيض ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه
التعددية ليست في الانسان والحيون فحسب بل حتى في النبات والجمادات
هذا التنوع خاصية في هذا الكون
نحن نركز على التنوع بين البشر
مشيئة الله هي التي اقتضت هذا التنوع
ولو شاء اربك لجعل الناس امة واحدة
ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم
حتى التنوع في العقائد، ولكل انسان ان يحدد ما يريد
قال البعض ان كلمة دين تعني ما يدين به الانسان وهو متروك للاختيار وله عواقب
ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا
من اهم صور التنوع الآية من سورة الحجرات: يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى ان اكرمكم عند الله اتقاكم
في سورة الروم، البشر ينظر الى الالوان والا جناس على انها مفاضلة
ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم
غياب التعايش السلمي العادل (لا ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم، ان تبروهم وتقسطوا اليهم)
البر يشمل الاحترام
انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء
لو احبه لارتكاب كبيرة فكأنه ارتكب كبيرة
وتقسطوا اليهم: القسط اكبر من العدل
القسط ان تعطوهم من اموالكم كالهدايا التي يعطيها الانسان
ومن مقتضيات قبول التنوع: الحوار السلمي مع كل الناس، وقد يكون حوارا مدنيا
وفي القرآن هناك حوار العقائد، في سورة العنكبوت ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم
الآية تقول أمنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم، هذه الاشكالية يمكن ان تزول اذا فهمنا ان لدينا قرآنا ولديهم كتب كانت حقيقية قبل التحريف
والهنا وإلهكم واحد
السادسة: الرحمة وهي الامر الذي ينسى حين يقوم البعض بذبح الاطفال وقطع رؤوسهم، وهذا بسبب سوء الفهم سواء القرآني ام السياق التاريخي، فالقرآن تفسره السنة الشريفة
الرحمة من صفات الله تعالى واكثرها تكرارا
بدايات السور تبدأ بالرحمن الرحيم وليس الجبار والقاهر
رسول الله ارسل رحمة للعالمين
رحمة المسلم تشمل غير المسلمين
هناك رحمة بالحيوانات والنبات
التخريب ممنوع حتى في حالة الحرب
الرسول يقول عن أحد: هذا جبل يحبنا ونحبه
البعض يظن ان الاهتمام بالبيئة خاص بالغرب،
مشكلتنا كمسلمين اننا نجادل في امور كثيرة ولا نهتم اهتماما كافيا بغير المسلمين
لا نهتم بهذه القيم الاساسية التي هي قيم الرسل وتشترك مع غير اهل الكتاب بحكم الفطرة السوية
المشكلة الثانية تجسيد هذه المعاني في حياتنا الفردية والمجتمعية والامتية
الامة مفهوم عميق وجميل ياتي في القرآن لوصف الشخص “ان ابراهيم كان امة”
ولقد بعثنا في كل امة رسولا
وكذلك جعلناكم امة وسطا
الامة كل من يقول لا إله الا الله، محمد رسول الله في الماضي والحاضر والمستقبل
نواجه تحديا اكبر في تجسيد هذه المعاني والقيم
الشيخ عبد العزيز باقر
قال تعالى: ان أكرمكم عند الله أتقاكم
حاجة البشرية للعودة للدين
انها رحلة العقل البشري او سفر النفس البشرية
الدين فطرة الله التي فطر الانسان عليها
الانسان لا يترك الدين وانما تدفعه حاجاته الدنيوية هي التي تبعده عن الدين
ولذلك يعيش صراعا بين الدين والدنيا وما فيها من اموال وبهرجة تبعده عن الدين
الدين هو المنهج وهو اعم من العبادة ووالمعاملة والاخلاق
انه الطريقة التي يريد الله ان يعيش ضمنها
حين يصطدم الانسان مع المشاكل فلا بد من العودة الى الله فهي عودة الى الاصل
الانسان مفطور على هذه الفطرة الكبرى
يحدثنا القرآن عن ركوب الانسان في الفلك وتعصف به الريح
الفكرة الاساسية ان الانسان يتصور ان الدنيا دار عطاء، بل هي دار أخذ
فهو يتوقع الكثير من الدنيا
حينما لا يجد ان الدنيا لا توفر له ما يريد يعود الى الدين
فطرة السفر الى الله، ورحلة العقل البشري نحو الله مستمرة من العصور القديمة
ولذلك توجه الانسان للفلسفة، والتعصب لها. كما توجه للتعصب الديني
سبب ذلك ان الانسان كان يوجد قوانين ومباديء عن طريق العقل، لانه يحتاج للعيش كبشر يتآلف ويتعامل مع بعضه ضمن قوانين
القرآن وصف ذلك بدقة في قصة هابيل وقابيل وفيها اختصار لقصة طويلة لصراع القيم والمباديء
“لئن بسطت يدك الي لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين
كان البشر اثنين فحسب،
اكد الله اهمية الالتزام بالقيم والمباديء ا لتي تنبع عن مخافة الله
الاسلام حرص على اقامة المباديء والعدل بين البشر والاديان
وهناك مبدأ التقوى الذي ينظم ذلك “ان اكرمكم عند الله اتقاكم”
بدون هذا المبدأ لا تعيش البشرية في مأمن
الوقاية من الذنوب والتعدي تتحقق بالتقوى
القرآن الكريم نبراس لمن يتقي الله
الفلسفات والاديان اكدت اهمية القيم والمباديء التي تحفظ البشرية
الاسلام رسخ الفكرة باعتبار ان الدنيا تلهي الانسان فيفقد التقوى وتندلع الحروب والاختلافات
يؤكد القرآن الكريم ان النجاة والوصاية لا بد منها كباعث للامل
في هذه الفوضى والفساد المنتشر لا بد من وجود المخلص، وهو المهدي الذي ينشر العدل والقسط، وهذا مبدأ اساسي لبعث الامل في الامل والخلاص من الفساد
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
مشكلة الدين في العقل البشري اننا لا نفهم معناه
سوغ البعض ان يحول الدين الى ممارسات عبادية فحسب
والبعض يجير الدين من اجل مصالحه الشخصية
القرآن اساسه توحيد الله
القرآن الكريم لا يتحدث عن وجود الله، لان ذلك الوجود ثابت في فطرة الانسان
ولكنه يؤكد فكرة التوحيد، فلا يطرح فكرة او موضوعا الا ويجعل التوحيد اساس تلك الفكرة
ليعلمنا ان النجاح في الحياة ينبع من التوحيد
حتى التوحيد تم تجييره من قبل البعض لخدمة مصالح فئوية او حزبية
القرآن الكريم تحدث عن فشل البشرية في اربع آيات من القرآن الكريم، وهو يعني الخيبة والسقوط والدمار
يقول الله سبحانه: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا
يؤكد ان فشل البشرية يكمن في التنازع والاختلاف
يؤكد الله انه لا مجال للنجاح الا من خلال الوحدة والتوحيد، شعار التوحيد لا بد ان يملأ عقل الانسان وعبادته ومعاملاته واخلاقه حتى يعلم ان الاله واحد وان البشرية عباد لله، واذا اراد الانسان ان يطيع الانسان فليحيي هذه البشرية
علينا الالتفات الى الآية “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”
البعض يحب قتل النفس اكثر من حبه لاحيائها
من اراد ان يعيش الاسلام من مبدأ السلام عليه ان يتقي الله لكي لا يترك مجالا للفساد
https://www.facebook.com/jaafar.jasim/videos/10213000487825269/
https://www.facebook.com/jaafar.jasim/videos/10213000856794493/
